٢٣٨ - أخبرنا محمدٌ قالَ: حدثنا يحيى قالَ: حدثنا سعيدٌ قالَ: حدَّثني أَبِي قالَ: حَدَّثَنَا يزيدُ بنُ كيسانَ اليَشكريُّ قالَ: حدثنا أبوحازمٍ الأشجعيُّ قالَ: سمعتُ أَبَا هريرةَ يقولُ:
جاءَ رجلٌ إِلَى رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالَ: يَا رسولَ اللهِ، تزوَّجتُ امْرَأَةً مِن الأنصارِ، فقالَ: "عَلَى كَمْ؟ " قالَ: عَلَى سبعةِ أواقٍ، فقالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كأنَّما تَنحتونَ الفضةَ مِن عُرْضِ هَذَا الجبلِ، مَا عندَنا اليومَ شيءٌ نُعطيكَ، ولكنْ عَسى أَن نبعثَكَ ⦗١٢٨⦘ فِي بعثٍ تُصيبُ".
قالَ: فبعثَ بَعْثًا إِلَى أُناسٍ مِن بَني عبسٍ وَفِيهِ ذلكَ الفَتى وأمَرَ لَهُمْ براحلةٍ، فعلَّقوا عَلَيْهَا مَعاليقَهم، فَلَمْ تَرِمْ إِلَّا قَرِيبًا حَتَّى بركتْ، فعالَجوها فَلَمْ / تَنبعثْ، فنظَرَ القومُ بعضُهم إِلَى بعضٍ فَلَمْ يكنْ مِنهم إنسانٌ أَخدفَ مِن ذلكَ الفَتى، فأقبلَ فوجدَ رسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُستلقياً فِي المسجدِ نائم، فقامَ عندَه وكرِهَ أَنْ يُوقظَه، فاستنبَهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالَ الغلامُ: يَا نبيَّ اللهِ، إنَّ الناقةَ الَّتِي أَعطيتَنا بركَتْ فأَعْيتنا أَن تَنبعثَ.
قالَ: فأخذَ نبيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغلامَ بيمينِهِ، وأخذَ بشمالِهِ رداءَه فوضعَهُ عَلَى عاتقِهِ، فمَشى إليها، فضرَبَها بباطنِ قدميهِ.
قالَ أبوهريرةَ: فانبعثَتْ، فوَالذي نفسُ أَبِي هريرةَ بيدِهِ لَقَدْ كانتْ بعدَ ذلكَ تسبقُ القائدَ.
ماتَ أبومحمدٍ يَحْيَى بنُ محمدِ بنِ صاعدٍ رَحِمَهُ اللهُ يومَ الثلاثاءِ لعشرِ ليالٍ بقينَ مِن ذِي القعدةِ مِن سنةِ ثمانِ عشرةَ وثلاثِمئةٍ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute