والتكذيب والجحود، والكفر بالله ﷿. ويذبح الموت يوم القيامة بين الجنة والنار.
وقد خلقت الجنة وما فيها، والنار وما فيها، خلقهما الله ﷿. وخلق الخلق لهما. لا يفنيان ولا يفنى ما فيهما أبدا.
فإن احتج مبتدع، أو زنديق، بقول الله ﷿(٨٨:٢٨ ﴿كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ﴾) وبنحو هذا من متشابه القرآن؟.
قيل له: كل شئ مما كتب الله عليه الفناء والهلاك هالك. والجنة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء ولا للهلاك. وهما من الآخرة لا من الدنيا. والحور العين لا يمتن عند قيام الساعة، ولا عند النفخة، ولا أبدا. لأن الله ﷿ خلقهن للبقاء لا للفناء. ولم يكتب عليهن الموت. فمن قال خلاف هذا فهو مبتدع وقد ضلّ عن سواء السبيل.
وخلق سبع سماوات بعضها فوق بعض. وسبع أرضين بعضها أسفل من بعض وبين الأرض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام. وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام. والماء فوق السماء العليا السابعة. وعرش الرحمن ﷿ فوق الماء. والله ﷿ على العرش. والكرسى موضع قدميه. وهو يعلم ما فى السموات والأرضين السبع وما بينهما وما تحت الثرى. وما فى قعر البحار ومنبت كل شعرة وشجرة. وكل زرع وكلّ نبات ومسقط كل ورقة. وعدد كل كلمة.
وعدد الحصى والرمل والتراب، ومثاقيل الجبال، وأعمال العباد وآثارهم وكلامهم وأنفاسهم. ويعلم كل شئ. لا يخفى عليه من ذلك شئ وهو على العرش فوق السماء السابعة. ودونه حجب من نور ونار وظلمة. وما هو أعلم به.
فإن احتج مبتدع ومخالف بقول الله ﷿(١٦:٥٠ ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾) وبقوله (٤:٥٧ ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ﴾) وبقوله (٧:٥٨ ﴿ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ﴾ - إلى قوله - ﴿هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا﴾) ونحو هذا من متشابه القرآن.