وأصحاب هذا السبيل لا يكادون يبرزون بصدورهم إلى العامة في المحافل، ولا يوهمون الناس بأنَّهم أهلُ الوصول والقبول، وأنهم يحتجبون عن الناس مخافة عليهم من أنوارهم التي تشرق من قلوبهم على أنوارهم، إنّهم إلى الخفاء بأحوالهم مع الله - سبحانه وتعالى - أقرب، إنهم يقيمون نصب أعينهم وفي قلوبهم العامرة بالخوف من الله - عز وجل - هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي رواه " مسلم "- رضي الله عنهم - بسنده عن "سعد بن أبي وقاص" - رضي الله عنهم - قال:
" سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:إنَّ اللهَ يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِيَّ الغَنِيَّ الخَفِيّ"(مسلم: الزهد: حديث رقم:١١/٢٩)
وكلُّ عالمٍ بالكتاب والسنة عامل بهما هو على هذا الصراط المستقيم،ومن عَدَاهم فهو الضال المُضِلّ.
مقطع القول أنَّ البقاعيّ قد عنِي بحشد كثير من الأحاديث التي تدلّ على فضل الشام والترغيب في سكناه، ولم يتحرز من الموضوعة والضعيفة، وكان حريًا به، وهو المحدث أن يقتصر على ما قوي سنده ففيه متسع لمبتغاه.
***
{إنارة الفِكْرِ بِما هُوَ الحَقُّ من كَيْفِيّةِ الذِّكْر} ِ