إِذَا مَا صَارَ إِخْوَانِي رُفَاتًا ... وَأَسْلَمَنِي بَنُو زَمَنِي وَحِيدَا
أُعَاشِرُ مَعْشَرًا لَهُمْ شُكُولٌ ... وَأَشْكَالِي قَدِ اعْتَنَقُوا اللُّحُودَا
فَكَتَبَهَا قَاضِي الْقُضَاةِ بِخَطِّهِ عَلَى ظَهْرِ تَقْوِيمِهِ، فَلَمْ يَزَلْ يَسْأَلُ عَنْهَا وَيُنْشِدُهَا إِلَى أَنْ مَاتَ فَلَقِيتُهُ يَوْمًا بِالْقُرْبِ مِنْ دَارِهِ فَبَدَأَنِي بِنَشِيدِهَا قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: خِلْتُ أَنَّكَ قَصَدْتَنِي تَسْأَلُنِي عَنْهَا فَقُلْتُ: هُوَ كَمَا وَقَعَ لَكَ وَسَلَّمَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ ".
١٢٤٥ - أَنْشَدَنَا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَيْضَاوِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ، قَالَ: أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْثَدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَنْشَدَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: وَجَدْتُ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ فِي كِتَابِ مُحْرِزِ بْنِ جَعْفَرٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، لِعَمْرِو بْنِ جُرْثُومَةَ النَّهْدِيِّ:
لَا يَغُرَّنَّكَ يَوْمٌ مِنْ غَدٍ ... إِنَّ صَرْفَ الدَّهْرِ يَفْنَى وَيَهِيبِ
سَادَ ذَا الصِّغَرِ عَلَى غِرَّتِهِ ... وَإِذَا دَرَّتْ لَبُونٌ فَاحْتَلِبِ
لَيْسَ بِالصَّافِي وَإِنْ صَفَيْتَهُ ... عَيْشُ مَنْ يُصْبِحُ نَصِبًا لِلرَّيْبِ
كَمْ رَأَيْنَا مَلِكًا فِي مَأْمَنٍ ... قَلَّبَ الدَّهْرُ عَنَاهُ فَانْقَلَبِ
وَأَبُو قَابُوسٍ فِي أَزْمَانِهِ ... لَعِبَ الدَّهْرُ بِهِ تِلْكَ اللُّعَبِ
فَارْقُبِ الدَّهْرَ فَإِنِّي رَاقِبٌ ... عُقْبَ الدَّهْرِ وَلِلدَّهْرِ عُقْبِ
".
١٢٤٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُطَرِّفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ} [البقرة: ١٨٧] وَلَمْ يَنْزِلْ {مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: ١٨٧] ، فَكَانَ رِجَالٌ إِذَا أَرَادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلَيْهِ الْخَيْطَ الْأَسْوَدَ وَالْخَيْطَ الْأَبْيَضَ، فَلَا يَزَالُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ أَيُّهُمَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ {مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: ١٨٧] ، فَعَلِمُوا إِنَّمَا يَعْنِي بِذَلِكَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ "
١٢٤٧ - حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحَسِّنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ، إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى السَّوَابِيطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُبَيْصَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ الطَّوِيلُ، عَنْ زِنَادِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ تَارِكًا أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ صَبِيحَةَ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَّا غَفَرَ لَهُ»