فَلَمَّا أَنْ دَخَلُوا عَلَى يَزِيدَ، فَقَالَ إِيهٍ يَا عَلِيُّ: أَجْزَرْتُمْ أَنُفَسَكُمْ عَبِيدَ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ» ، فَقَالَ يَزِيدُ: «مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ» ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَأُدْخِلُوا دَارًا فَهَيَّأَهُمْ وَجَهَّزَهُمْ وَأَمَرَ بِتَسْرِيحِهِمْ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْمَعُونَ نُواحَ الْجِنِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ حِينَ أُصِيبَ وَجِنِّيَّتُهُ تَقُولُ:
أَلَا يَا عَيْنُ فَاحْتَفِلِي بِجُهْدٍ ... وَمَنْ يَبْكِي عَلَى الشُّهَدَاءِ بَعْدِي
عَلَى رَهْطٍ تَقُودُهُمُ الْمَنَايَا ... إِلَى مُتَجَبِّرٍ فِي مِلْكِ عَبْدِي
«.
قَالَ فُضَيْلُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَحَدَّثَنِي نَاجِيَةُ الْعَطَّارُ، قَالَ» كَانَ الْحَصَّاصُونَ فِي هَذَا الظُّهْرِ يَسْمَعُونَ نُوَاحَ الْجِنِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: مَسَحَ النَّبِيُّ جَبِينَهُ فَلَهُ بَرِيقٌ فِي الْخُدُودِ أَبَوَاهُ مِنْ عُلْيَا قُرَيْشٍ جَدُّهُ خَيْرُ الْجُدُودِ زَحَفُوا إِلَيْهِ بِجَمْعِهِمْ وَأُولَئِكُمْ شَرُّ الْجُنُودِ قَتَلُوا تَقِيًّا زَكِيًّا لَا أُسْكِنُوا دَارَ الْخُلُودِ ".
٨٠٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِأَصْفَهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّيرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: «مَا عَلِمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ يَبْتَغِي فَضْلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَشَهْرَ رَمَضَانَ»
٨١٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سِبْطُ ابْنِ مَنْدَوَيْهِ، الْمُحَدِّثُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِأَصْفَهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، رَجَعَ السَّيِّدُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَزْرَجِيُّ الْمُقْرِيُّ، إِمَامُ جَامِعِ الْبَصْرَةِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute