تقدم أو تأخر، وإلا لم تركن، تقدم أو تأخر، إذ لا فرق بين إذا قمتم فاغسلوا، واغسلوا إذا قمتم اهـ
وما بتوكيد وخوف يعلم
معناه أن الخبر المشتمل على التوكيد، مقدم على الخبر الذي لا توكيد فيه، ومثل لذلك جلال الدين المحلي - رحمه الله سبحانه وتعالى - بالحديث الذي رواه أبو داود وصححه ابن حبان والحاكم على شرط الشيخين " أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل " مع حديث مسلم " الأيم أحق بنفسها من وليها "
ويقدم الخبر الذي يتضمن تهديدا على مقابله الخالي من ذلك، ومثلوا له بقول عمار - رضي الله سبحانه وتعالى عنه -: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم، (١) فهو مقدم على الأحاديث المرغبة في صوم النفل.
وما يعم مطلقا إلا السبب … فقدمنْه تقض حكما قد وجب
معناه أن العام الذي لم يرد على سبب، مقدم على العام الوارد على سبب في غير صورة السبب، لما تقدم من الاختلاف في اختصاصه بصورة السبب، ويقدم ذو السبب في صورة السبب، لما تقدم من أنها قطعية الدخول.
ما منه للشرط على المنكر … وهو على كل الذي له دُرِي
معناه أن الشرطي من أدوات العموم كمن وما، مقدم على النكرة المنفية على الأصح، لإفادة الشرطي التعليل غالبا، بخلاف النكرة، فإن لم يفد الشرطي التعليل، لم يقدم على النكرة، نحو: من فعل كذا فلا إثم عليه، وقيل: تقدم النكرة على الشرط، لبعد التخصيص فيها، بقوة عمومها دونه.
وتقدم النكرة العامة على ما سوى الشرط من أدوات العموم، كالمعرف بأل أو
(١) رواه أبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة والدارمي، وهو حديث صحيح، ورواه البخاري معلقا.