١٩٥ - أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ: " كَانَ مَعَهُ مِفْتَاحٌ لَبَيْتِ الصَّدَقَةِ، وَكَانَ فِيهِ تَمْرٌ، فَذَهَبَ يَوْمًا يَفْتَحُ الْبَابَ، فَإِذَا التَّمْرُ قَدْ أُخِذَ مِنْهُ مِلْءُ كَفٍّ، ثُمَّ جَاءَ يَوْمًا آخَرَ، حَتَّى ذَكَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَذَكَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَسُرُّكَ أَنْ تَأْخُذَ صَاحِبَكَ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَإِذَا فَتَحْتَ الْبَابَ فَقُلْ: سُبْحَانَ مَنْ سَخَّرَكِ لِمُحَمَّدٍ " فَذَهَبَ فَفَتَحَ الْبَابَ وَقَالَ: سُبْحَانَ مَنْ سَخَّرَكِ لِمُحَمَّدٍ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ، أَنْتَ صَاحِبُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، دَعْنِي فَإِنِّي لَا أَعُودُ أَنَا كُنْتُ آخُذُهُ لِأَهْلِ بَيْتٍ فُقَرَاءَ مِنَ الْجِنِّ، فَتَرَكَهُ، ثُمَّ عَادَ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَيَسُرُّكَ أَنْ تَأْخُذَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِذَا فَتَحْتَ الْبَابَ قُلْ ذَلِكَ أَيْضًا، فَذَهَبَ فَفَتَحَ الْبَابَ، فَقَالَ: سُبْحَانَ مَنْ سَخَّرَكِ لِمُحَمَّدٍ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ، زَعَمْتَ أَنَّكَ لَا تَعُودُ، لَا أَدَعْكَ الْيَوْمَ حَتَّى أَذْهَبَ بِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ، إِنَّكَ إِنْ تَدَعْنِي عَلَّمْتُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا أَنْتَ قُلْتَهَا لَمْ يَقْرَبْكَ أَحَدٌ مِنَ الْجِنِّ، صَغِيرٌ وَلَا كَبِيرٌ، ذَكَرٌ وَلَا أُنْثَى، قَالَ لَهُ: لَتَفْعَلَنَّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا هُوَ؟ قَالَ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: ٢٥٥] آيَةُ الْكُرْسِيِّ حَتَّى خَتَمَهَا فَتَرَكَهُ، فَذَهَبَ فَلَمْ يَعُدْ، فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو هُرَيْرَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ ⦗٩٤⦘ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute