للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبات ليلة بإحدى جنات إشبيلية فقال:

وليلٍ أدمْنا فيه شُربَ مُدامةٍ ... إلى أنْ بدَا للِصُّبح في اللَّيل تأشيرُ

وجاَءت نُجومُ اللَّيل تَضربُ في الدُّجى ... فولّت نُجومُ اللّيلِ واللّيلُ مَقْهور

فَجُزْنَا من اللَّذات أطْيبَ طِيبها ... ولم يْعرُنَا هَمٌ ولا عاق تَكْدير

خَلا أنّه لو طالَ دامتْ مَسرَّتي ... ولكنْ ليالي الدّهِر فيهنَّ تقصير

ومن قوله:

بيني وبينَك ما لو شئتَ لم يَضِعِ ... سِرٌّ إذَا ذَاعت الأسرار لم يَذعِ

يا بائعا حظَّه منّي ولو بُذلت ... لِيَ الحياةُ بحظي منك لم أبعِ

حَسْبي بأنّك إنْ حَمَّلت قلبيَ ما ... لا تَستطيع قُلوبُ الناس يَستطِع

تِهْ احتمِلْ، واستَطل أصْبرْ، وعِزَّأهُنْ ... وَوَلِ أقبِلْ، وقُل أسمِعْ، ومُرْ أطع

هذا أحسن ما قيل في هذا الباب، لما فيه من ذكر الجواب لكل حرف من حروف الأمر، وخلو بيت أبي الطيب المتنبي:

أقِل أنِل اقْطع احْمِل عَلِّ سَلِّ أعِدْ ... زِدْ هَشَّ بَشَّ تَفضَّلْ ادْنُ سُرَّصيل

<<  <   >  >>