قبورهم لا تنفعهم الأنساب والقرابات (وَلا يَتَسَاءَلُون) لا يسأل بعضهم عن بعض؛ بل إن الله تعالى يقول:(يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ)(وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ)(وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ)(لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)(عبس: ٣٤-٣٧) .
فالأنساب في ذلك الوقت لا تنفع، والقرابات لا يتساءلون عن بعضهم، بينما في الدنيا يسأل بعضهم عن بعض، ما الذي حصل لهذا؟ ما الذي حصل لهذا؟ ماذا فعل فلان؟ أما في الآخرة فـ (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه)(عبس: ٣٧) .
قال تعالى:(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ)(فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) المؤمنون: ١٠١، ١٠٢) فينقسم الناس في ذلك اليوم إلى قسمين: قسم تثقل موازينه فهذا مفلح، فائز بما يحب، ناج مما يكره.
والموازين جمع ميزان، قد وردت في الكتاب والسنة مجموعة ومفردة، فقال الله تعالى هنا (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُه)(المؤمنون: ١٠٢) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)) ، فقال: في الميزان ولم يقل في الموازين، فجمعت مرة وأفردت أخرى، وذلك لكثرة ما يوزن، فلكثرة ما يوزن جمعت، ولكون الميزان واحداً ليس فيه ظلم ولا بخس أفردت.