مضاعفاً، كما جاء في الحديث الصحيح: أن مثل الأمة مع من سبقها، كمثل رجل استأجر أجراء، من أول النهار إلى الظهر، فأعطاهم على دينار ديناراً، واستأجر أجراء من الظهر إلى العصر وأعطاهم على دينار دينارً، واستأجر أجراء من العصر إلى الغروب وأعطاهم على دينارين دينارين، فاحتج الأولون وقالوا: كيف تعطينا على دينار دينار ونحن أكثر منهم عملاً وتعطي هؤلاء على دينارين دينارين.
فقال لهم الذي استأجرهم: هل ظلمتكم شيئاً؟ قالوا: لا.
إذاً لا لوم عليه في ذلك؛ ففضل الله على هذه الأمة كثير.
وقد أرضاه الله في أمته ولله الحمد من عدة وجوه، منها كثرة الأجر، وأنهم الآخرون السابقون يوم القيامة، وأنها فضلت بفضائل كثيرة، مثل قوله عليه الصلاة والسلام:((أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي)) .
فهذه الخصائص له ولأمته عليه الصلاة والسلام. فالحاصل أن هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلف رحمه الله، كلها أحاديث رجاء، تحمل الإنسان على أن يعمل العمل الصالح، يرجو بذلك ثواب الله ومغفرته.