للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

متجردًا من دينه حتى يقتل نفسه بهذه الطريقة المخزية. وقد اختُلِف في سبب موته ومن ذلك:

- أنه في سنة خمس وثمانين طلب الحجاج من رتبيل أن يبعث إليه بعبد الرحمن بن الأشعث، فقيده ومن معه من أهل بيته وبعث به إلى الحجاج فمات في الطريق (١).

- أن السُّل أصابه فمات، فبعث رتبيل إليه فحَزَّ رأسه وبعث به إلى الحجاج (٢).

- أنه مات حتف أنفه، ويقال: دُسَّ له شَربة سم فمات منها (٣).

* آثار فتنة ابن الأشعث ونتائجها:

لم تكن هذه الفتنة كأي فتنة سبقتها بل كانت عظيمة، اشترك فيها أكثر أطياف المجتمع المسلم في ذلك العصر، فعظم فيها الخطب وسفكت فيها كثير من الدماء المعصومة، وأصبح الناس إما الحجاج وإما ابن الأشعث، فلما هزم ابن الأشعث تبجَّح الحجاج في أخذ المشاركين معه ونكَّل بهم.

ويشترك مع الحجاج في سفك هذه الدماء عبد الملك بن مروان لتسليطه الحجاج على الناس وهو يعلم قسوته، ثم إن ابن الأشعث ليس بمعزل عن ذلك فهو القائد المؤتمن على من تحت يديه من الجند، فقد غَرَّر بهم وحثهم على الخروج فسفكت دماؤهم بسببه.


(١) الطبري: التاريخ ٦/ ٣٨٩.
(٢) الطبري: التاريخ ٦/ ٣٩٠.
(٣) البلاذري: الأنساب ٧/ ٣٥٣.

<<  <   >  >>