وممن كان يبالغ في وصفه من جهة العلم والمودة، وحسن الأخلاق وكمال الأوصاف، أبو عمران الطرياني قال: كنت إذا صعدت إلى الحضرة ألزم خدمة جماعة من أرباب دولتها، فوردتها مرةً، وحضر موسم، فغيروا عاداتهم، فحملني ذلك على أن قلت:
غيرتم عاداتكم عندنا ... فكلنا من عبئه يستريح
فغير الرحمن عاداته ... عندكم كي تعذروا في القبيح
وبلغ ذلك أبا جعفر الذهبي، فقام بجميع ما أحتاج إليه، فقلت فيه:
أبيت إلا كرما ... ذا ثروة أو معدما
ترى الأيادي مغنما ... إذا رأوها مغرما
فزادك الله على ... كل الأمور نعما
وصليت إلى جانبه صلاة العيد، فلما التفت من السلام ورأى الناس يحوجون فرحاً أطرق، ثم أنشدني: