ومنه:
أفسدتني بالجودِ إذ أصلحتني ... فتركتني أتسخطُ الإحسانا
من جادَ بعدك كانَ جودك فوقه ... لم أرضَ غيركَ كائناً من كانا
إنْ كنت ترغبُ في بذلِ النوال لنا ... فاخلق لنا رغبةً أولا فلا تنل
لم يبقِ جودكَ لي شيئاً أؤمله ... تركتني أصحبُ الدنيا بلا أملِ
شمْ حدَّ سيفك قد قطعت بسهمه ... وأرح سهامك قد أصبتَ المقتلا
ومنه أيضاً:
سألتُ الندى: هل أنت حرٌّ؟؛ فقال: لا ... ولكنني عبدٌ ليحيى بني خالدِ
فقلتُ شراءً؟؛ قال: لا، بل وراثةً ... توارثني عن والدٍ بعدَ والدِ
أخذه الآخر، فقال:
سألتُ الندى والجودُ: حران أنتما ... فقالا جميعاً: إننا لعبيدُ
فقلتُ: ومنْ مولاكما فتطاولا ... وقالا جميعاً: خالدٌ ويزيدُ
وأخذه أبو الطيب الواعظ فقال يمدح مجد الدين:
ولقدْ سألتُ الفضلَ يوم لقيته ... هل جمعتك يدا فتى ذي سؤددِ
فأجابني بتضرعٍ: لم أجتمعْ ... يوماً لغير أبي سلامة مزيدِ
فتى كغرار السيف، لاقى منيةً ... وأيدي المنايا جمةُ الحدثانِ
فماتَ وأبقى من تراب عطائهِ ... كما أبقت الأنواءُ للحيوانِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute