وأخرجُ من بين البيوتِ، لعلني ... أحدثُ عنك النفس في الليل خاليا
وقال آخر:
وإني لأغشى النوم من غير نعسةٍ ... لعلَّ خيالاً منكِ يلقى خياليا
وتبعه المحدث فقال:
سأشكرُ للذكرى صنيعتها عندي ... وتمثيلها لي من أحبَّ على البعد
الله يعلمُ أنني ... ألتذُّ فيكم باشتياقي
وأكادُ من أنسِ التذك ... رِ لا أذمُّ يدَ الفراق
وأحسن أبو الشيص وزاد على الإحسان، لما مدح اللوام حرصاً على سماع ذكر المحبوب، فقال:
أجدُ الملامة في هواك لذيذةً ... حباً لذكرك، فليلمني اللومُ
وزاد وشرح حتى خرج عن مذهب الشعراء، ورجع إلى مذهب العتب، تى ذكر أنه يحب الأعداء لما أشبهوا محبوبه في نقص حظه منهم، فقال:
أشبهتِ أعدائي فصرتُ أحبهم ... إذ كان حظي منك حظيَ منهمُ
وتبعه أبو نواس فقال:
أحبُّ اللوم فيها ليسَ إلاَّ ... لتردادِ اسمها فيما يلامُ
وتبعه النامي، فقال:
أهوى مقاربة العذول لأنهُ ... لهجٌ بذكركِ في خلالِ كلامه
ولو تركتْ عقلي معي ما طلبتها ... ولكنْ طلابيها لما فات من عقلي
وهذا خروج عن المذهب لأنه جعل لطلبها سبباً والجيد قول الآخر:
وما سرني أني خليٌّ من الهوى ... ولو أنَّ لي ما بين شرقٍ ومغربِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute