سمى الطفل تولباً. والتولب: الجحش، وهذه القصيدة من بدائع الشعر وقلائد المراي وأولها:
أيتها النفس، أجملي جزعا ... إنَّ الذي تحذرين قد وقعا
إنَّ الذي جمع السماحةَ والنج ... دةَ والحلمَ والتقى جمعا
الألمعيُّ الذي يظنُّ بك الظ ... نَّ كأن قد رأى وقد سمعا
ومن ذلك قول الأعشى: إلى ملك أظلافه لم تشقق. استعار الأظلاف للقدم، وهو قبيح؛ لأنها للبقر، لا للبشر.
ومنه قول الفرزدق:
فلو كنت ضبياً عرفتَ قرابتي ... ولكنَّ زنجياً عظيم المشافر
لأنه استعار الشافر للإنسان، وإنما هي للجمال لا للرجال والحجة عن الفرزدق أنه لم يجهل ذلك، لكنه أراد هذا اللفظ، ليكون أبلغ في الهجاء، لأنه قال: ولكن زنجياً والزنجي عادته أن تكون شفتاه غليظتين، كمشافر الجمل في الغلظ، فأزال ذكر المشبه وذكر المشبه به، وهذا من المبالغة.