للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهو حينئذ بدل عن لفظ، ذلك اللفظ ذُكر نسيانا كقولك: جاء زيد عمرو. فإنه يصح أن تكون١ قصدت ذكر (زيد) ثم تبين لك فساد هذا القصد، وأنه لم يجىء، وأن الجائي إنما هو عمرو، فذكرته٢.

السادس: بدل الغلط. وهو ما لم يقصد ذكر متبوعه، ولكن سبق إليه اللسان.

فهو حينئذ بدل عن اللفظ الذي ذكر غلطا. ويصح أن يمثل له أيضا بنحو (جاء زيدٌ عمرو) ٣. بأن يكون إنما قصد٤ الإخبار بالمجيء عن (عمرو) ولكن سبق اللسان إلى (زيد) ٥.

وقوله (والأحسن) إلى آخره أي الأحسن في هذه الثلاثة الأخيرة، وهي بدل الإضراب وبدل النسيان وبدل الغلط، أن يعطف فيها التابع ب (بل) فيكون من عطف النسق٦.


١ في (أ) : (يكون) بالياء، والمثبت من (ب) و (ج) .
٢ في (ب) و (ج) : (فقد ذكرته) .
٣ والفرق بينهما أن بدل الغلط متعلق باللسان، وبدل النسيان متعلق بالجنان.
ينظر التصريح ٢/ ١٥٩.
٤ في (ب) و (ج) : (بأن تكون إنما قصدت) .
٥ قال العلماء: بدل الغلط لم يوجد في كلام العرب لا نثرا ولا نظما.
ينظر همع الهوامع ٢/١٢٦.
٦ تقول: أعطني ثوبا بل درهما، فيخرج من باب البدل إلى باب عطف النسق.

<<  <  ج: ص:  >  >>