للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الأبواب السبعة مَبْنيةٌ وغير متمكنة لشبهها بالحرف شبها قويا بلا معارض كما سنبينه إن شاء الله تعالى في كل منها.

فأولها أسماء الأفعال. والمقتضي لبنائها شبهها بالحرف في أنها تنوب عن الفعل ولا يدخل عليها عامل تتأثر به١. ألا ترى أن صهْ وآمينَ وإيهِ وهَيتَ كل واحد منها بمعنى الفعل، ولا يدخل عليها عامل فيؤثر فيها٢.

ف (صهْ) بمعنى اسكت، و (آمينَ) بمعنى استجب، و (إيهِ) ، بمعنى امض في حديثك و (هَيتَ) بمعنى تهيأت٣. ولا يدخل عليها شيء من العوامل فتتأثر به. فأشبهت (ليت) و (لعل) مثلا، فإنهما نائبان عن أتمنى وأترجى٤ ولا يدخل عليهما عامل فيؤثر فيهما.

واحترز بانتفاء التأثير من المصدر النائب عن فعله، نحو (ضربا) في قولك: ضربًا زيدًا، فإنه نائب عن (اضرب) ، ولكنه يتأثر بالعوامل، تقول:


١ هذا هو مذهب ابن مالك، وقيل: بنيت أسماء الأفعال لشبهها بالفعل المبني، وقيل: لوقوعها موقع المبني.
ينظر شرح الكافية الشافية ١/٢١٨ وهمع الهوامع ١/١٦.
٢ قوله: ولا يدخل عليها إلى هنا ساقط من (أ) و (ب) وأثبته من (ج) .
٣ وهي على هذا اسم فعل ماض، وقيل: إنها اسم فعل أمر بمعنى أقبل أو أسرع.
ينظر شرح المفصل ٤/٣٢ واللسان ٢/١٠٥ وشرح الشذور ص١٢٠.
٤ في (أ) : التمني والترجي. والمثبت من (ب) و (ج) .

<<  <  ج: ص:  >  >>