للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٥ - جواب (١): ويقال لهم: فإن الله عز وجل قال لنبيه عليه السلام (٢): {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} (٣) (٤) وقال تعالى مخبراً عن يوسف: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا} (٥)، (٦).


(١) وفي و. مسألة.
(٢) في. و: عليه الصلاة والسلام.
(٣) سورة الإسراء، آية: [٧٤].
(٤) قال ابن كثير عند تفسير الآية: بأن الله تعالى يخبر عن تأييد رسوله صلوات الله عليه وسلامه، وتثبيته وعصمته وسلامته من شر الأشرار وكيد الفجار، وأنه تعالى هو المتولي أمره ونصره، وأنه لا يكله إلى أحد من خلقه؛ بل هو وليه وحافظه وناصره ومؤيده ومظفره، ومظهر دينه على من عاداه وخالفه وناوأه في مشارق الأرض ومغاربها، صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. تفسير ابن كثير عند تفسيره للآية ٧٣ - ٧٤ من سورة الإسراء ٩/ ٤٩، وقال البغوي في تفسيره لقوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ} على الحق بعصمتنا: {لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ} أي: تميل، {إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} أي: قريباً من الفعل. فإن قيل: كان النبي صلى الله عليه وسلم معصوماً، فكيف يجوز أن يقرب مما طلبوه وما طلبوه كفر؟. قيل: كان ذلك خاطر قلبٍ، ولم يكن عزماً وقد غفر الله عز وجل عن حديث النفس، قال قتادة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بعد ذلك: «اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين»، والجواب الصحيح هو: أن الله تعالى قال: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} [الإسراء-٧٤] وقد ثبته الله، ولم يركن، وهذا مثل قوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء - ٨٣]، [وقد تفضل فلم يتبعوا].
(٥) سورة يوسف، آية: [٢٤]. =

<<  <   >  >>