للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٥ - دليل آخر: وقال عز وجل: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} (١) (٢)، وقال: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} (٣)، وقال: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (٩) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (١٠) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (١١) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (١٢) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (١٤) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (١٥) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (١٦) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (١٧) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (١٨)} (٤) (٥).


(١) قال شيخ الإسلام معلقاً عند هذا الموطن من الإبانة: وهذا صريح في أن قربه إلى خلقه عنده -أي الاشعري- من الصفات الفعليه، حيث قال كيف يشاء، والقرب بالعلم والقدرة لايجوز تعليقه بالمشيئة؛ لأن علمه وقدرته من لوازم ذاته، فهذا من اتفاق عامة الصفاتية على إثبات قرب الخلق إلى الله -عز وجل - وقربه إليهم، وهذا (الذي) قاله الأشعري وحكاه عن أهل السنة، تلقاه - أي الأشعري - عن زكريا بن يحيى الساجي وغيره من أئمة البصريين، وهذا اللفظ الذي ذكره في القرب محفوظ عن حماد بن زيد إمام أهل السنة في عصر مالك والثوري والأوزاعي. انظر بيان التلبيس (٨/ ١٨٩ - ١٩١).
(٢) سورة الفجر، آية: [٢٢].
(٣) سورة البقرة، آية: [٢١٠].
(٤) أثبت شيخ الإسلام عند هذا الموضع بأن الأشعري من القائلين بالصفات الفعلية الاختيارية حيث قال شيخ الإسلام: واستدلاله بهذه الآيات يدل على أن الله فوق العرش عنده - أي الأشعري - ويقتضي كلامه هذا أن الله عنده هو الذي يأتي ويجيء إذ لولا ذلك لم يصح الدليل كما تقدم. انظر بيان التلبيس (٨/ ٢٨)، وبهذه الشهادة - من شيخ الإسلام - والتي قبلها رد على من قالوا بأن الأشعري لا يقول بالصفات الفعلية؛ لأنها شهادة شهد بها للأشعري أعلمُ أهل السنة بالأشاعرة. والله أعلم.
(٥) سورة النجم، الآيات: [٨ - ١٨].

<<  <   >  >>