فما هو المنهج في الجمع بين هذه الأحاديث؟ أ - ذهب بعض أهل العلم إلى التوقف في المسألة، وهذا مذهب الإمام القرطبي والذهبي وطائفة من أهل العلم، حتى قال الذهبي لا نقف مع من أثبت الرؤية لنبينا في الدنيا ولا من نفاها، بل نقول: الله ورسوله أعلم، انظر المفهم ١/ ٤٠٢ وسير أعلام النبلاء ١٠/ ١١٤ وفتح الباري ٨/ ٦٠٨. ب - من نفى الرؤية في ليلة المعراج وهذا مذهب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهو منقول عن ابن مسعود وأبي ذر وأبي هريرة رضي الله عنهم، وانتصر له الدارمي لأحاديث النفي، انظر الشفاء ١/ ٢٥٧ والمفهم ١/ ٤٠١ وفتح الباري ٨/ ٦٠٨ وعارضة الأحوذي ١٢/ ١٢٠ والنقض على المريسي ٢/ ٧٣٧ - ٧٣٩. ج - الجمع بين الروايات فحملوا إنكار عائشة على إنكار رؤية العين وماجاء عن ابن عباس على إثبات رؤية الفؤاد، قال ابن تيمية: ماورد عن ابن عباس من روايات إما أنها مطلقة أو مقيدة بالفؤاد ولم يثبت عن ابن عباس لفظ صريح بأنه رآه بعينه، وقال ابن حجر: يجمع بينهما بأن خبر عائشة على نفي رؤية البصر وإثبات ابن عباس على رؤية القلب. انظر مجموع الفتاوى ٦/ ٥٠٩، وفتح الباري ٨/ ٦٠٨ وهو الراجح إن شاء الله. د - إثبات الرؤية وهذا قول ابن خزيمة، والطبري، والهروي وابن الجوزي والنووي وأبي يعلى الفراء، انظر شرح مسلم للنووي ٣/ ٧، والتوحيد لابن خزيمة ٢/ ٤٧٩؛ و كشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي ١/ ٣٧٣ وإبطال التأويلات ١/ ١١١ والأربعين في دلائل التوحيد ص ٨١ كما نقل البغوي إلى أنه قول لبعض الصحابة والتابعين وقال ابن كثير: عن كلام البغوي فيه نظر. انظر: معالم التنزيل ٤/ ٢٤٧ وتفسير القرآن العظيم =