مع اتحاد المادة «يسقى» بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل لذلك ما أعقب قوله تعالى: {وفي الأرض قطع متجاورات} الآية بقوله {وإن تعجب فعجب قولهم إذا كنا ترابا أئنّا لفي خلق جديد} ثم بين سبحانه الصنف القائل بهذا وأنهم الكافرون أهل الخلود في النار، ثم أعقب ذلك ببيان عظيم حلمه وعفوه فقال {ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة}[الرعد: ٦] الآية، ثم أتبع ذلك بما يشعر بالجري على السوابق في قوله {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}[الرعد: ٧] ثم بين عظيم ملكه واطلاعه على دقائق ما أوجده من جليل صنعه واقتداره فقال {الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيض الأرحام} الآيات إلى قوله: {وما لكم من دونه من وال} ثم خوف عباده وأنذرهم ورغبهم {هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً}[الرعد: ١٢] ، الآيات وكل ذلك راجع إلى ما أودع سبحانه في السماوات والأرض وما بينهما من الآيات، وفي ذلك أكثر آي السورة ونبه تعالى على الآية الكبرى والمعجزة العظمى فقال:{ولو أن قراناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}[الرعد: ٣١] والمراد: لكان هذا القرآن {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}[النساء: ٨٢] والتنبيه بعظيم هذه