جاء في تفسير ابن كثير:"وقد تُعدَّى الهداية بنفسها كما هنا: {اهدنا الصراط المستقيم} فتضمن معنى ألهمنا أو وَفِّقنا أو ارزقنا أو أعطنا {وَهَدَيْنَاهُ النجدين}[البلد: ١٠] أي: بيّنا له الخيرَ والشر".
وقد تُعدى بإلى كقوله تعالى:{اجتباه وَهَدَاهُ إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[النحل: ١٢١] . {فاهدوهم إلى صِرَاطِ الجحيم}[الصافات: ٢٣] . وذلك بمعنى الإرشاد والدلالة وكذلك قوله:{وَإِنَّكَ لتهدي إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[الشورى: ٥٢] .
وقد تعدى باللام كقول أهل الجنة:{الحمد للَّهِ الذي هَدَانَا لهاذا}[الأعراف: ٤٣] . أي وفَّقنا لهذا وجعلنا له أهلاً".
وفي اللسان: "هديته الطريق والبيت هداية، أي: عَرَّفته، لغة أهل الحجاز، وغيرهم يقول: هديته إلى الطريق، وإلى الدار، حكاها الأخفش".
قال ابن بري: يقال: هديته الطريق بمعنى عرّفته فيعدى إلى مفعولين، ويقال: هديته إلى الطريق، وللطريق على معنى أرشدته إليها. فيعدى بحرف الجرِّ كأرشدت قال: ويقال: هديت له الطريق على معنى بَيَّنتُ له الطريق".
وفيه أيضاً أن "هديت لك في معنى (بينت لك) وقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ}[السجدة: ٢٦] . قال أبو عمرو: أَوَ لم يُبَيِّنْ لهم".
فعلى هذا يكون:(هداه الطريق) بمعنى عرّفه الطريق، و (هداه إلى الطريق وللطريق) بمعنى أرشده إليه، ويقال:(هداه للطريق) بمعنى بيّنه له أيضاً.