عبَّر بدَلَه في الأعراف بقوله:(فَانْبجَسَتْ) والأول أبلغُ لأنه انصبابُ الماء بكثرة، والانبجاسُ: ظهورُ الماء، فناسب ذكر " الانفجار " هنا الجمعُ قبله بين الأكل والشرب، الذي هو أبلغ من الاقتصار على الأكل.
٣٢ - قوله تعالى:(وَلَا تَعْثَوْا في الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) .
إن قلتَ: العثُوُّ: الفسادُ، فيصير المعنى: ولا تفسدوا في الأرض مفسدين.
قلتُ: لا محذور فيه، غايتُه أن " مُفْسِدينَ " حالٌ
من فاعل " تَعْثَوْا " فهي حالٌ مؤكدة كما في قوله: " ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ " أو حالٌ مؤسِّسَة إذ " العُثُوُّ " لكونه التَّمادي في الفساد، أخصُّ من الفساد. فالمعنى - كما قال الزمخشري - لا تتمادوا في الفساد في حال فسادكم. ٣٣ - قوله تعالى:(لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ) .