يقول ابن كثير -رحمه الله-: "البصائر: هي البيِّنات والحُجج التي اشتمل عليها القرآن الكريم وما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-".
هذه البصائر التي تتجلّى في الأنْفُس والآفاق، أو من خلال آيات القرآن الكريم وهدْي الرسول -صلى الله عليه وسلم-، تُحقِّق الهداية والرحمة لأولئك النّفر من البشَر الذين وصَفَهم الله -تبارك وتعالى- في قوله:{هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}. وقال تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}، أي: عبرةً وعظةً. وقال تعالى:{هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}. وقال تعالى:{تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ}.
والمنيب: هو العبد الخاضع، الخائف الوَجِل، الرّجّاع إلى الله -عز وجل-.