٣ - نارٌ تخرج من الحجاز، تضاء لها أعناق الإبل ببُصرى بالشام. عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال:((لَا تَقُومُ السَّاعَةُ، حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ، تُضِيءُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى)). "رواه البخاري ومسلم"، وبُصرى مدينة معروفة بالشام.
وهذه الآيةُ الَّتي أخبر بها الصَّادق -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقعت على وجه التَّحديد عام ٦٥٤هـ.
وقد تحدَّث عن ذلك ابنُ كثير في كتابه "البداية والنِّهاية" وكذلك ذكرها الإمام الحافظ شهاب الدين أبو شامة المقدسي، وكان معاصراً لهذه الحادثة.
وممن كان معاصراً لهذه النَّار في الخروج، الإمامُ النَّووي -رحمه الله- وقد ذكرها في شرحه لصحيح مسلم.
٤ - توقف الجزية والخراج: ممَّا أخبر به الصَّادق -صلَّى الله عليه وسلَّم- من أمارات يوم القيامة، والَّتي تحققت في هذا العصر، توقفُ أهل الذمة عن دفع الجزية للمسلمين.
ففي "صحيح مسلم" عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((مَنَعَتْ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا، وَمَنَعَتْ الشَّأْمُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا، وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ)) شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ لَحْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَدَمُهُ.
ففي هذا الحديث الشريف، أخبر -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن أمرين لم يقعا في حياته -صلى الله عليه وسلم-:
الأول: فتح العراق والشام ومصر، وهذا من أخبار الغيب الَّتي أطلعه الله عليها.