ولقد ورد مصطلح أهل الكتاب، في القرآن الكريم، إحدى وثلاثين مرَّةً، على سبيل الخبر والطَّلب، وورد نفسُ الإيتاء بتصرفاته المختلفة مثل:{أُوتُوا الْكِتَابَ}{آتيناهم} ونحوها،
وجاء في أربعة مواضع بلفظ:"الميراث" مثل:
{أُورِثُوا الْكِتَابَ}، (راجع المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم).
فأهلُ الكتاب هم اليهود والنَّصارى، وهم المخاطبون في القرآن الكريم، منذ بعثة الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى يوم القيامة، وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى:
قال عليُّ بن أبي أبي طلحة، عن ابن عباس، وذكره مجاهدٌ وغيرُه: هم اليهود والنصارى.
وكذلك حدَّد الرَّسولُ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أهلَ الكتاب بأنَّهم اليهود والنصارى، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَاتَّبَعْتُمُوهُمْ.)) قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ:((فَمَنْ؟)) رواه الشَّيخان.
وجاء في "صحيح مسلم"، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال:((أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا، بَلْ قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.)) قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير.
ولقد سمَّى الله -تبارك وتعالى- اليهود والنَّصارى أهلَ الكتاب، ولم يُسَمِّهم "مسلمين"؛ وذلك لبعدهم عن ملة إبراهيم -عليه السلام- ولعدم تصديقهم برسالة محمَّد -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال تعالى: