ويُلاحظ في هذه الآيات، الترابطُ الوثيقُ، والتلازم الوطيد، بين كلٍّ من السمع والبصر والعقل والقلب؛ لأنَّ العقل يحكم على الأشياء، من خلال ما تنقله الحواس، ولا يستطيع أن يعمل بدونها، فإذا فقد الإنسان حاسَّة البصر حكم العقلُ على أنَّ كلَّ شيءٍ أسود، وإذا فقد حاسة السمع توقف العقل عن التمييز بين الأصوات، ولذلك فإنَّ من أسباب الكفر وانحراف الفكر تعطيل الحواس عن إدراك عظمة الخالق -سبحانه وتعالى- في الأنفس والآفاق، قال -تعالى- في شأن الكافرين:
هذا، ولقد راعى الإسلام في المنهج الحسي، حاسَّة التَّذوُّق، وهي اختبار طعم الشيء وتذوقه، ويطلق على المطعومات التي يتذوقها اللسان، وقد استعملها القرآن الكريم مع حاسة اللمس، ليستدلَّ من خلالها على نعيم المؤمنين وعلى عذاب الكافرين.