للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

على جواز أن يقرَّ الإمام - فيما يصالح عليه العدو - ببعض ما فيه الضَّيم على أهل الدين، إذا كان يرجو لذلك فيما يستقبله عاقبة حميدة، سيما إذا وافق ذلك زمان ضعف المسلمين عن مقاومة الكفار، وخوفهم الغلبة منهم ١.

(٦) وإِذا تَعرَّض المؤمن إلى ما يهدد وجوده على الأرض بسبب معتقده، ووقع في قبضة عدوّه الَّذي ساومه بين الكفر أو الاستئصال - وهو قادر - فإِنَّ (المداراة) من المؤمن لمثل هذا الطاغية، في مثل هذا الموقف لا تطعن في صحّة إيمانه. . . ذكر أبو عبيدة بن محمّد بن عمَّار بن ياسر قال:

أخذ المشركون عمّار بن ياسر، فلم يَدَعُوه حَتَّى سبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذَكَرَ آلهتهم بخير، ثمَّ تركوه.

فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما وراءك؟ " قال: شَرٌّ يا رسول الله، والله ما تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ منك، وذكرتُ آلهتهم بخير.

قال: " فكيف تجد قلبك؟ ".

قال: أجده مطمئنًا بالإيمان.

قال: " فإن عادوا فعُدْ " ٢.

وشروط الإكراه أربعة:


١ معالم السنن (٣/٢٠٣) ، وأعلام الحديث (٢/١٣٣٦ ـ ١٣٤١) .
٢ أخرجه الحاكم في المستدرك (٢/٣٥٧) ، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذَّهبيّ. وانظر تفسير الطبري (١٤/١٢٢) ، وتفسير القرطبي (١٠/١٨٠) .

<<  <   >  >>