للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلَى ضُعَفَاءِ مَنْ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ الَّذِينَ لَا عِلْمَ لَهُمْ بِهَذَا الْمَذْهَبِ سَمِعُوا١ بِهِ مِنْهُ، وَلَمْ يَسْمَعُوا ضِدَّ كَلَامِهِ مِنْ كَلَامِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَاحْتِجَاجِهِمْ، فَيَضِلُّونَ بِهِ، إِذْ لَا يَهْتَدُونَ بِضِدِّهِ وَمَا يَنْقُضُهُ عَلَيْهِ. فَلَوْ أَنَّهُ أَلَّفَ لَهُمْ كُتُبًا٢ فِي مَعَالِمِ دِينِهِمْ مِنْ نَحْوِ الْوُضُوءِ وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ٣ وَنَحْوِهَا كَانَ أَوْلَى بِهِ وَأَسْلَمَ لِدِينِهِ وَأَنْفَعَ لِمَنْ حَوَالَيْهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.

غَيْرَ أَنِّي أَظُنُّهُ اصْطَمَرَ٤ هَذَا الرَّأْيَ قَدِيمًا، وَكَانَ يَجِيشُ فِي صَدْرِهِ، لَا يُمْكِنُهُ كَظْمُهُ٥ حَتَّى هَمَّ بِإِظْهَارِهِ فِيمَا بَلَغَنِي مرّة، فأنكرها٦ عَلَيْهِ علماؤها وفقاؤها٧ وَاسْتَتَابُوهُ مِنْهَا فَتَابَ وَعَاهَدَهُمْ أَنْ لَا يَعُودَ فِي شَيْءٍ مِنْهُ، ثُمَّ عِيلَ٨ صَبْرُهُ بَعْدَ وَفَاةِ هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى عَرَفَ بِمَا


١ فِي ط، س، ش "وسمعوا بِهِ مِنْهُ".
٢ فِي ط، ش "كتابا".
٣ فِي ط، س، ش "من نَحْو الصَّلَاة وَالْوُضُوء وَالزَّكَاة".
٤ كَذَا فِي الأَصْل بالصَّاد الْمُهْملَة بعْدهَا طاء, وَمن مَعَانِيهَا الْجمع وَالْمَنْع كَمَا فِي لِسَان الْعَرَب إعداد وتصنيف يُوسُف خياط ونديم مرعشلي ٣/ ٤٧٤، وَفِي ط، ش "اصطلم" وَهُوَ بعيد، إِذْ لم أجد لَهَا فِي لِسَان الْعَرَب إِلَّا مَا يدل على الْقطع والاستئصال، وَفِي س "اضطم" وَمَعْنَاهَا وَاضح، وَالْأَقْرَب أَنَّهَا "اضطمر" بالضاد الْمُعْجَمَة بعْدهَا طاء. صِيغَة افتعل من الْفِعْل "أضمر" أبدلت تَاء افتعل فِيهَا طاء؛ لِأَن فَاء الْفِعْل "صَاد" وَهَذَا مَعْرُوف فِي قَوَاعِد الصّرْف.
٥ فِي ط، ش "كتمه".
٦ فِي ط، ش "فَأنْكر"
٧ فِي ط، ش "علماؤهم وفقهاؤهم".
٨ قَالَ الفيروزآبادي فِي الْقَامُوس ٤/ ٢٢ مَادَّة "عَال"، قَالَ: "وَعيلَ عوله ثكلته أمه وصبري غُلِبَ".

<<  <  ج: ص:  >  >>