للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومثله قوله:

أصبحت لحامًا وفي البيت لا ... أعرف ما رائحة اللحم

واعتضت من فقري ومن فاقتي ... عن التذاذ الطعم بالهم

جهلته فقرًا فكنت الذي ... أضله الله على علم

ومثله قوله:

أعمل في اللحم للعشاء ولا ... أنال منه العشا فما ذنبي

خلا فؤادي وفي فمي وسخ ... كأنني في جزراتي كلبي١

وظريف قوله:

كيف لا أشكر الجزارة ما عشـ ... ـت حفاظًا وأرفض الآدابا

وبها صارت الكلاب ترجيـ ... ـني وبالشعر كنت أرجو الكلابا

وقلبه أيضًا وقال:

لا تعبني بصنعة القصاب ... فهي أذكي من عنبر الآداب٢

كان فضلي على الكلاب فمذ صر ... ت أديبًا رجوت فضل الكلاب

ومثله قوله:

معشر ما جاءهم مسترفد ... راح إلا وهو منهم معسر

أنا جزار وهم من بقر ... ما رأوني قط إلا نفروا٣

وقال متهكمًا على المتنبي:

تعاظم قدري على ابن الحسين ... فذهني كالعارض الصيب٤

وكم مرة قد تحكمت فيه ... لأن الخروف أبو الطيب٥


١ الجزارة: دكان الجزار، وهو هنا بيته.
٢ القصاب: الجزار.
٣ نقر: خاف وهرب، نقز.
٤ ابن الحسين: هو المتنبي واسمه: أحمد بن الحسين الجعفي. العارض: المطر في غير أوانه. الصيب: الغزير.
٥ أبو الطيب: كنية المتنبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>