للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال في المعنى:

أصون أديم وجهي عن أناس ... لقاء الموت عندهم الأديب

ورب الشعر عندهم بغيض ... ولو وافى به لهم حبيب

من لطائفه قوله:

وقائل لي لما أن رأى قلقي ... من انتظاري لآمال تعنينا٢

عواقب الصبر فيما قال أكثرهم ... محمودة قلت أخشى أن تخرينا

ومن لطائفه بعد تخرينا قوله:

أتيت أرجيه في حاجة ... فلم تنبعث نفسه الجامده

وفتل في ذقنه والنفوس ... تعاف المفتلة البارده٣

ومنه قوله:

دع الهوينا وانتصب واكتسب ... واكدح فنفس المرء كداحه

وكن عن الراحة في عزلة ... فالصفع موجود مع الراحة

وأنشده الجزار وهو يسرح ذقنه مماجنًا:

لا تعجب من لباسي ... فكل أمري لبس٤

والله ما ثَمّ مآل ... وإنما ثم نفس

فأجابه على الفور:

صدقت ما ثم مال ... وإنما ثم نحس

وثم أخرى وأخرى ... فيها وعندك حدس

ومنه قوله:

ومغمومات روس باكرتنا ... بطيب شذا ولا طيب العروس

فقمت بما يلين لها فقالت ... يحق لك القيام على الرءوس


١ حبيب: هو أبو تمام حبيب بن أوس الشاعر.
٢ عناه: الأمر، أتعبه.
٣ المفتلة الباردة: كناية عن البراز وهو روث الإنسان.
٤ لبس: اشتباه واختلاط.

<<  <  ج: ص:  >  >>