للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الأدلة على هذا الشرط:

١- قول الله عز وجل: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِص} [الزمر: من الآية٣] ؛ أي لا يقبل الله من العمل إلا ما أخلص فيه العامل لله وحده لا شريك له.

٢- قول الله عز وجل: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: ٥] .

٣- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" ١.

٤- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه" ٢.

الوقفة السابعة: مع الشرط السابع: الحب المنافي للبغض

المحبة هي مواطأة القلب على ما يرضي الله عز وجل؛ فيحب ما أحب الله، ويكره ما كره.

المراد بهذا الشرط:

أن يحب هذه الكلمة، ويحب العمل بمقتضاها، ويحب أهلها العاملين بها.

ومن هنا قيل: "كل من ادعى محبة الله، ولم يوافق الله في أمره، فدعواه باطلة"٣.

و"ليس بصادق من ادعى محبة الله، ولم يحفظ حدوده"٤.

فالعبد يحب الله عز وجل، ويحب رسوله صلى الله عليه وسلم، ويحب كل ما يحبه من الأعمال والأقوال، ويحب أولياءه وأهل طاعته٤.

ومتى استقرت كلمة "لا إله إلا الله" في القلب؛ فإنه لا يفضل عليها شيء؛ إذ حبها يملأ القلب، فلا يتسع لغيرها، وعندئذ يجد العبد حلاوة الإيمان.


١ صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب المساد في البيوت، وكتاب الرقاق، باب العمل الذي أبتغي به وجه الله.
٢ صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار.
٣ ذكره ابن رجب الحنبلي في كتاب التوحيد ص٦١.
٤ انظر الشهادتان: معناهما، وما تستلزمه كل منهما للشيخ ابن جبرين ص٨٤.

<<  <   >  >>