كادت أضلعه تختلط ثم تركه فرجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خائفا وجلا يحدث السيدة خديجة -رضي الله عنها- بما أصابه، فذهبت به إلى ورقة بن نوفل لتستطلع الخبر وتستفسر عما حصل له صلى الله عليه وسلم.
٢- أنه حدث إلزامي: وتتجلى إلزامية الوحي بمظهرين:
المظهر الأول تغير الحالة العادية للرسول -صلى الله عليه وسلم- وذلك باحمرار الوجه وانصباب العرق من جبينه وثقل جسمه حتى أن الدابة تبرك على الأرض.
والمظهر الثاني: تغير الأحوال النفسية من حالة الهدوء إلى الخوف الشديد وبخاصة في أثناء التلقي الأول.
٣- إن الوحي مستقل عن ذات الرسول -صلى الله عليه وسلم- وشخصه:
ويدل على هذا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يستطيع استحضار الوحي وقد غاب عنه فترة طويلة بعد أن جاءه الملك في غار حراء لأول مرة.
٤- حصول الوحي وفق الاصطفاء الإلهي:
إن الوحي أمر اصطفائي إلهي لا دخل لجهد الإنسان فيه ولا لنسبه ولا لسعيه ولا لترقبه الروحي أو سموِّه الخلقي.. وإن الله سبحانه اختص برحمته من يشاء من الأنبياء والرسل. قال الله تعالى:{وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} ١.
هي حادثة خارقة للعادة والقوانين التي يلاحظها الناس وتحصل المعجزة تأييدا لنبوة النبي، وتنقسم المعجزة إلى قسمين: معجزة مادية ومعجزة معنوية..
وليست المعجزة بأعجب من خلق السموات والأرض ومن فيهن وما بينهن إذ إن المعجزة حادث مفرد، والذي قدر أن يخلق كل ما في الكون قادر على إيجاد حادثة مغايرة للمألوف السمعي والبصري أو المعنوي.