للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا في بهائمك، ويرد الرب عنك كل مرض ... وتأكل كل الشعوب الذين الرب إلهك يدفع إليك"١.

ولنا أن نتساءل -أمام غزارة هذا الأمر ذي الفكرة الوحيدة- عما إذا كان موسى وهو يصرخ بترتيله:

"ترشد برأفتك الشعب الذي فديته ... تهديه بقوتك إلى مسكن قدسك

-قد قصد أصلًا بهذا "المسكن" شيئًا آخر غير الأرض الموعودة وراء نهر الأردن، بلد الكنعانيين ... إلخ. ومع ذلك فهذا هو التفسير الذي تقدمه لنا الفقرة الأخرى: "سكناه تطلبون، وإلى هناك تأتون، وتقدمون إلى هناك محترقاتكم، وذبائحكم، وعشوركم"٣.

وهكذا لا نصادف منذ آدم حتى موسى، إلى آخر عهده، أية إشارة في أي مكان, إلى حياة بعد الموت، كأنما لم يكن لعقيدة الحياة الأخرى مكان في أديانهم٤.

ولكن لنقلب الصفحات، ولنصل بطفرة واحدة إلى "العهد الجديد"، ولسوف نستمع هنا إلى نغمة جديدة كل الجدة، هنا يحس المرء بشعور جلي


١ سفر التثنية, الإصحاح السابع ١٢-١٦، وانظر كذلك الإصحاح الحادي عشر ١٣ وما بعدها.
٢ الخروج ١٥-١٣.
٣ التثنية ٢١/ ٥-٦.
٤ هذا بخلاف ما يقوله لنا القرآن عنهم في سورة الشعراء ٨٧: {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُون} ، وفي الأعراف ١٥٦: {وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} .

<<  <   >  >>