المخطوط في محيط الدراسة التي يعمل بها، فهناك مخطوطات كثيرة لا يصل مستواها إلى أن تكون موضوعا للدراسة؛ إذ إنها لا تقدم جديدا ذا بال، أو أن ما بها من جديد قد اقتبسه الباحثون في أعمالهم من عام إلى عام.
وأذكر في هذا المجال أنني قمت بزيارة لمكتبات أكثر دول العالم وأنا أكتب رسالتي للدكتوراه عن "التربية الإسلامية" وكنت أبحث عن المخطوطات التي تتحدث عن التربية الإسلامية، وقابلت عددا منها هنا وهناك، واقتبست منها قدرا طيبا من الأفكار، ولكني لم أقابل مخطوطا يستوقفني ويدفعني للحياة معه وتحقيقه ونشره، إذا كانت هذه المخطوطات بين صغير الحجم، أو تحتوي معلومات أكثرها يوجد في الكتب المطبوعة، فقنعت بأن اقتبس منها ما رأيته جديدا يستحق أن يدفع للنور، وتركت المخطوطات بعد ذلك تغط في نومها.
وعلى هذا فأول شرط ينبغي للباحث أن يستوثق منه هو القيمة العلمية للمخطوط بحيث يستحق الجهد الكبير الذي سيبذل فيه.
والنقطة الثانية التي يجب أو يتحتم على الباحث أن يتعرف عليها هي أن هذا المخطوط لم ينشر بعد، أو أنه -على الأقل- لم ينشر نشرا علميا، مع إيضاح ذلك في دراسته، كأن يذكر أنه نشر ناقصا، وأن نسخة جديدة منه