٣- وأهم شيء لاحظته فيما يختص بالوقت هو نظام الجامعة التي تتبعها الرسالة، وما إذا كانت تجري فيها المناقشة علنية كما هو الحال في أكثر الكليات بجامعات مصر وجامعات فرنسا، أو تجري المناقشة في مكان خاص كما هو الحال في كليتي الطب والعلوم بالجامعات المصرية، وكما هو الحال في أغلب الجامعات البريطانية كجامعة كمبردج وأوكسفورد ولندن١.
وقد ظهر لي من مشاهداتي وتجاربي في مصر وفرنسا وبريطانيا أن المناقشة التي تحضرها الجماهير تستغرق وقتا أطول جدا من المناقشة التي تدور في مكان خاص؛ ولست أستطيع أن أفسر ذلك إلا بأن للجماهير وضعا يلاحظه الطالب والممتحنون جميعا، فالطالب يستغرق وقتا في تلخيص رسالته وإبراز ما عاناه في كتابتها، وما أسهم به فيها لخدمة الثقافة؛ لينال بذلك عطف الحاضرين وتقديرهم، ثم يجيء دور الممتحنين وهم -فيما أظن- يحسون أنهم يمتحنون أمام الجماهير التي تقدر أسئلتهم وتزن مناقشتهم، ولذلك فهم أشد حرصا مما لو كانوا مع الطالب في مكان خاص.
ومن مجموعة الرسائل التي حضرت مناقشتها أستطيع أن
١ بعض جامعات بريطانيا كجامعة أدنبره مثلا لا يُجرى فيها امتحان قط، ويكتفى بالتقارير التي يقدمها الأعضاء المعينون لدراسة الرسالة، ويصدر مجلس المعهد الذي تتبعه الرسالة الحكم عليها بناء على ما جاء في هذه التقارير.