تقدم في هذا طرف في الموافقة الخامسة من الخصائص، وعن أبي قتادة قال: أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل فقال: يا رسول الله كيف تصوم? قال: فغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما رأى ذلك عمر بن الخطاب قال: رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا, وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا، نعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله، قال: فجعل عمر يردد ذلك حتى سكن النبي -صلى الله عليه وسلم- من غضبه، ثم قال عمر: يا رسول الله، كيف بمن يصوم الدهر كله? قال:"لا صام ولا أفطر" أي: لم يصم ولم يفطر, قال: يا رسول الله, كيف بمن يصوم يومين ويفطر يومًا? قال:"أويطيق ذلك أحد?" قال: فكيف بمن يصوم يومًا ويفطر يومًا؟ قال:"ذلك صوم داود" قال: فكيف بمن يصوم يومًا ويفطر يومين? قال: "وددت أني أطيق ذلك" ثم قال: "ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان هذا صيام الدهر كله، وصيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده والسنة التي قبله، وصيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله" خرجه مسلم والترمذي والنسائي.
ذكر فراسته:
عن علي قال: كنا نقول: إن ملكًا ينطق على لسان عمر, خرجه الملاء في سيرته.
وعن ابن عمر أنه كان إذا ذكر عمر قال: لله تلاد عمر، لقل ما رأيته يحرك شفتيه بشيء قط إلا كان, خرجه الجوهري. وعنه قال: ما سمعت عمر يقول لشيء: إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن، بينما عمر جالس إذ مر به رجل جميل فقال: لقد أخطأ ظني، أو إن هذا على دينه في الجاهلية، أو لقد كان كاهنهم، علي بالرجل فدعي له، فقال له عمر: لقد أخطأ ظني أو إنك على دينك في الجاهلية أو لقد كنت كاهنهم، فقال: ما رأيت