للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن الجوزي في معرض رده على من ضعف حديثاً بالاضطراب: "اضطراب بعض الرواة لا يؤثر في ضبط غيره. قال الأثرم قلت لأحمد قد اضطربوا في هذا الحديث؟ فقال حسين المُعَلِّم يجوده"١ اهـ.

وفي الصحيحين اللَّذَيْنِ تلقتْهما الأمة بالقبول [سوى أحرف يسيرة تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ] ٢ أحاديث مختلفة الإسناد قال ابن التركماني: "إذا أقام ثقة إسناداً اعتمد، ولم يبال بالاختلاف، وكثير من أحاديث الصحيحين لم تسلم من هذا الاختلاف"٣ اهـ.

وقال الحافظ: "ما اختلف في إرساله ووصله بين الثقات ففي الصحيحيىن منه جملة"٤ اهـ.

وقال الحافظ أيضاً: "من عادة البخاري أنه إذا كان في بعض الأسانيد التي يحتج بها خلاف على بعض رواتها ساق الطريق الراجحة عنده مسندة متصلة وعَلّق الطريق الأخرى؛ إشعاراً بأن هذا اختلاف لا يضر؛ لأنه إمّا أن يكون للراوي فيه طريقان، فحدث به تارة عن هذا وتارة عن هذا. فلا يكون ذلك اختلافاً يلزم منه اضطراب يوجب الضعف وإما أن لا يكون له فيه إلا طريق واحدة، والذي أتى عنه بالطريق الأخرى واهم عليه ولا يضر الطريق الصحيحة الراجحة وجود الطريق الضعيفة المرجوحة. والله أعلم"٥ اهـ.


١ التحقيق في أحاديث الخلاف (١/١٨٨) وانظر الناسخ (٤٦) للحازمي.
٢ علوم الحديث (١٧١) لابن الصلاح وانظر النكت (١/٣٨٠- ٣٨٣) للحافظ وجه فيها كلام ابن الصلاح توجيهاً جيداً.
٣ الجوهر النقي (١/١٤٣) . وانظر كلاماً للعلائي نقله الحافظ في النكت (٢/٧٨٥) .
٤ النكت (١/٣٦٩) وانظر فتح الباري (٧/٤٧٤) للحافظ.
٥ النكت (١/٣٦٢- ٣٦٣) وكلامه هذا متين جداً يدل على قوة الحافظ رحمه الله.

<<  <   >  >>