للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العسقلاني قالا: حدّثنا أبو داود عن سفيان عن الضحاك بن عثمان عن نافع بن

عمر: " مرّ رجل على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه "

هذا حديث أخرجه مسلم (١) في صحيحه، وقال فيه الترمذي: (٢) صحيح، وهو

أحسن شيء في الباب، وقال ابن مندة: هذا إسناد صحيح أخرجه الجماعة إلا

البخاري للضحاك بن عثمان، وأخرجه أيضًا أبو عوانة في صحيحه، وقال أبو

داود: فإنّه أخرجه وروى عن ابن عمر وغيره أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تيمّم ثم ردّ

على الرجل السلام " (٣) وفي الأوسط لأبي القاسم ما يدل على أن الضحاك

رواه عن نافع مختصرًا، وهو ما رواه من حديث محمد بن ثابت عن نافع

قال: " انطلقت مع ابن عمر في حاجة إلى ابن عباس، فقضى ابن عمر

حاجته من ابن عباس، وكان حديثه يومئذ أن قال: مرّ رجل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وهو في سكة من السكك وقد خرج من بول أو غائط، فسلّم عليه ولم يرد

عليه السلام، حتى إذا كان الرجل أن يتوارى في السكة ضرب بيديه على

الحائط فمسح وجهه، ثم ضرب ضربة أخرى/بيده على الحائط فمسح ذراعيه

ثم رد على الرجل السلام، وقال: أنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني لم أكن

على طهر " (٤) ، وقال: لم يروه بهذا التمام عن نافع إلا محمد بن ثابت،

وسيأتي له مزيد بيان في كتاب التيمم، وأن أبا داود أخرجه، ورواه الإِمام

الشافعي- رضى الله عنه- في مسنده (٥) عن إبراهيم عن محمد: أخبرني أبو

بكر بن عمر بن عبد الرحمن عن نافع عن ابن عمر: " أن رجلًا مر على


(١، ٢) تقدّم من أحاديث هذا الباب. ص ١٦٥.
وفي لفظ مسلم (المساجد، ح/٣٧، ٣٨) : " إنه لمَ يمنعني أن أكلمك إلا إني كنت أُصَلي ".
(٣) حسن. رواه أبو داود في: ١- كتاب للطهارة، باب " ١٢٣ "، (ح/٣٣١) .
(٤) حسن. رواه أبو داود (ح/٣٣٠) والبيهقي في " الكبرى " (١/٩٠، ٢٠٦ قال أبو داود:
لم يتابع محمد بن ثابت في هذه القصة على ضربتين عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورووه فعل ابن عمر.
والمشكاة (ح/٤٦٦) والنشور (١/٣٠٦، ٣٠٧) وشرح السنة للبغوي (٢/١١٦) والكنز
(٢٥٣١٧) الخطيب في " تاريخه " (١٣/١٣٦) والدارقطني في " سننه " (١/١٧٧، ٣٩٧) .
(٥) صحيح. رواه الشافعي (ح/١١) والشفع (٦٠) .
قلت: وللحديث طرق وشواهد صحيحة إذا كان قد أبرم المصنف صحته لضعف إسناده.

<<  <  ج: ص:  >  >>