للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ذكر جملة كبيرة من أسماء الله الحسنى١.

قال شيخنا الدكتور علي بن ناصر فقيهي في مقدمة تحقيقه لكتاب ابن مندة المتقدم: "ومؤلف هذا الكتاب عاش في القرن الرابع الهجري (٣١٠-٣٩٥هـ) وقد اشتمل كتابه على أقسام التوحيد التي ورد ذكرها في كتاب الله تعالى توحيد الربوبية توحيد الألوهية توحيد الأسماء والصفات فبدأ بقسم الوحدانية في الربوبية مستدلاً به على توحيد الله في الألوهية، ثم ذكر عنواناً لتوحيد الأسماء ومنه دخل في توحيد الألوهية وذلك من الفصل الثاني والأربعين إلى الفصل الخمسين، ثم عاد لتكميل أسماء الله تعالى، ثم اتبعه بتوحيد الصفات حيث بحثه مستقلاً عن أسماء الله عز وجل، ثم عاد إلى توحيد الربوبية بالتصريح بذلك في آخر الكتاب ولم يخرج في استدلاله على ذلك عن كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف كما يجد ذلك القارئ في الكتاب.

وهذا التقسيم الذي شمله هذا الكتاب، ردٌّ على أبي حامد بن مرزوق الذي يقول في كتابه المسمى "التوسل بالنبي وجهالة الوهابيين": إنَّ تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية والقول بأنَّ المشركين كانوا مؤمنين بالأول دون الثاني ولم يدخلهم في الإسلام أنَّ ذلك بدعة ابتدعها ابن تيمية وقلده فيها محمد بن عبد الوهاب ... "٢.

قلت: فلعل الكاتب تلقف فريته هذه من أبي حامد بن مرزوق، ونقلها عنه، فإنَّ أهل الأهواء يتوارثون بدعهم، كما يتوارث أهل السنة الحقَّ من


١ انظر في كتابه "التوحيد" (٢/٤٧٢٠٨) .
٢ انظر مقدمة كتاب التوحيد لابن مندة (١/٢٧٢٨) ، وانظر أيضاً ما ذكره شيخنا حفظه الله في وصف الكتاب ومباحثه (١/٣٣٤٢) .

<<  <   >  >>