للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا جاء تعريفهم للعلم كقولهم: "هو عبارة عن أمر جازم لا تردد فيه ولا تجويز "١، أو أنه "عبارة عن صفة يحصل بها لنفس المتصف بها التمييز بين حقائق المعاني الكلية حصولا لا يتطرق إليه احتمال نقيضه"٢.

- والعلم عند بعض آخر من العلماء أعم إطلاقا من القطع، فالظاهر الراجح عند هؤلاء علم وإن لم يكن علما مقطوعا به٣، فالعلم على هذا يطلق على القطع، وعلى ما دونه، وهو العلم الظاهر أو علم غالب الرأي.

وعلى هذا ظاهر استعمال الشافعي٤ - رحمه الله - للعلم في كتابه (الرسالة) ، يدل على ذلك قوله: "العلم من وجوه: منه إحاطة في الظاهر والباطن، ومنه حق في الظاهر "٥، ومثّل للأول باستقبال الكعبة إذا


١ المستصفى١/٧٦-٧٧.
٢ الإحكام للآمدي١/١٣ وانظر المحصول١/٨٣ وشرح مختصر الروضة١/١٥٦ والتحرير مع التيسير ١/٢٥.
٣ انظر التمهيد لأبي الخطاب٣/٥٢ ومجموع فتاوى ابن تيمية٤/٣٧٠-٣٧١ والبحر المحيط ١/٢١-٨٢ وانظر أصول السرخسي ١/٣٢٦-٣٢٧ ٢/١٢٩ وميزان الأصول للسمرقندي ص٤٣٧،٥٦٨،٧٣٠ والتحرير مع التيسير١/٢٥ ومسلم الثبوت مع فواتح الرحموت١/١٢-١٣ والثبات والشمول في الشريعة لعابد بن محمد السفياني ص٧٤-٧٥.
٤ هو محمد بن إدريس بن العباس أبو عبد الله الشافعي، من الأئمة المتبعين في الفقه وأصوله، وإليه ينسب المذهب الشافعي، واشتهر بأنه أول من صنف في أصول الفقه مؤلفا مستقلا، صنف فيه الرسالة، ومن تصانيفه: الأم، توفي سنة (٢٠٤) هـ. انظر وفيات الأعيان لابن خلكان٤/٦٣-١٦٩ وسير أعلام النبلاء١٠/٥-٩٩ والفتح المبين للمراغي١/١٢٧-١٣٥.
٥ الرسالة ص٤٧٨-٤٧٩.

<<  <   >  >>