لما روى الشيخان في صحيحهما: أن أم حبيبة أستحيضت فسألت النبي صلى الله عليه وسلم: (فأمرها أن تغتسل فكانت تغتسل لكل صلاة)(١) .
وهذا الحديث كما قال الشافعي: ليس فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تغتسل لكل صلاة وإنما فعلت ذلك تطوعاً من عند نفسها.
فالنبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تغتسل من الحيض كما أمر غيرها من المستحاضات أن يغتسلن إذا ذهبت الحيضة وأمرهن أن يتوضأن لكل صلاة كما في غير حديث غير أنها باجتهادها كانت تغتسل لكل صلاة.
(١) أخرجه البخاري في كتاب الحيض، باب عِرْق الاستحاضة (٣٢٧) بلفظ: عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أم حبيبة استحيضت سبع سنين، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فأمرها أن تغتسل فقال: (هذا عِرْقٌ) فكانت تغتسل لكل صلاة "، وأخرجه مسلم في كتاب الحيض، باب المستحاضة وغسلها وصلاتها (٣٣٤) بلفظ: " عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أم حبيبة بنت جحش خَتَنَة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتحت عبد الرحمن بن عوف استُحيضت سبع سنين، فاستفتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن هذه ليست بالحيضة، ولكن هذا عرف فاغتسلي وصلي) قالت عائشة: فكانت تغتسل في مركن في حُجْرة أختها زينب بنت جحش، حتى تعلو حمرةُ الدم الماءَ ".