لا يكتمها إلا البغيض، ولا ينكرها في الناس إلا ذو قلب مريض، ومن جعل أنفَه في قفاه فإنما السوءَة أن يفتح فاه. .!
على أننا إن كنا قد عجَزنا، ووعدنا الكلام أكثر مما أنجزنا، فلا ضيرَ أن نصف النجم في سرَاه، وإن لم نستقر في ذراه، ونستدل بما رأينا منه وإن لم نَنفذ فيما وراه.
وإذا خطر الفكر الضئيل في مثل هذه الحقيقة السامية، فقل إنا خطرَة طيف، وإذا اجتمع للقلم سوادٌ في تلك السماء العالية، فقل إنما هي سحابة صيف، ولعمر الله كيف نضرب بالغاية على تلك البلاغة التي لا تحدُّ، وكيف نمضي بعد أن كل حد الفكر ووقفنا عند هذا " الحدِّ "!