للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد قلصت شفتاه من حفيظته ... فخيل من شدة التقليص مبتسما١

وقال أيضاً في رجل ينسبه إلى الدعوة٢:

وتنقل من معشر في معشر ... فكأن أمك أو أباك الزئبق

يقال: زئبق، وزئبر، مهموزان، ودرهم مزأبق، وثوب مزأبر٣.

ومن إفراط التشبيه قول أبي خراش الهذالي يصف سرعة أبيه في العدو:

كأنهم يسعون في إثر طائر ... خفيف المشاش عظمه غير ذي نحض

يبادر جنح الليل فهو مهابد ... يحث الجناح بالتبسط والقبض

وقال أوس بن حجر [قال أبو الحسن: أهل الكوفة يرونها لعبيد بن الأبرص] :

كأن ريقتها بعد الكرى اغتبقت ... من ماء أدكن في الحانوت نضاح

أو من معتقة ورهاء نشوتها ... أو من أنابيب رمان وتفاح٤

وقال ابن عبدل يهجو رجلاً بالبخر:

نكهت علي نكهة أخدري ... شتيم شابك الأنياب ورد٥

وفي هذا الشعر:

فما يدنو إلى فيه ذباب ... ولو طليت مشافره بقند٦

يرين حلاوة ويخفن موتاً ... وشيكاً إن هممن له بورد


١ التقليص: التقبض. وفي ر: "من شدة التعبس".
٢ في زيادات ر: "وهو إسحاق بن إبراهيم الطاهري" ودفعها المرصفي, وقال: هو عتبة بن أبي عاصم, وكان قد ضمها مجلس لم يتكلم فيه حتى انصرف أبو تمتم, فأخذ يتشدق بهجائه, فبلغ أبا تمام, فقال كلمة منها هذا البيت.
٣ الزئير: ما يعلو الثوب الجديد مثل ما يعلو الخز.
٤ الاغتباق: شرب العشى. والأدكن: ما تعلوه الدكنة, وهي لون بين الحمرة والسواد أراد به الزق. والورهاء: الريح التي في هبوبها خرق وعجرفة. والنشوة: الرائحة الطيبة.
٥ النكهة: ريح الفم. والأخدري من وصف الحمار الوحشى.
٦ القند: عسل قصب السكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>