ما ذرت إلا هواناً في هوى ... من رأت غير المنايا من منا
أيها الاخوان مهلاً حسبكم ... قد شقينا وشقيتم معنا
لا تغرنكم قصورٌ شمخت ... إن كوخ الحر خير مسكنا
إن حر الطير في أقفاصها ... تعشق الروض وتهوى الفننا
وترى البلبل في تغريده ... ناح كالثكالا إذا ما امتحنا
ويرحم الله محمد العبيدي فلعل الباعث له على نظم هذه القصيدة الغراء غيرته على دينه ووطنه وعشيرته وأهله, وما كان يشاهده في ذلك الزمن, فكيف لو رأى ما حل بالعراق اليوم؟!! , وما حل بالأمة الإسلامية من شتات وتمزق, وليس هذا النقد الذي تضمنته القصيدة موجه لولاة الأمور آنذاك فحسب بل هو لوم لجميع الأمة حكاماً ومحكومين, ومع ذلك فإنه ربما وجد بين قادة هذه الأمة وولاة أمورها وعلمائها من يرجى منهم نصرة هذه الأمة وكبح جماح أعدائها والذب عن بيضة المسلمين, فلا يزال الخير في هذه الأمة إلى يوم القيامة حتى وإن أصابها الوهن في بعض الأحوال فإن الأمل في أحرارها وساستها وقادتها وعلمائها أن يكونوا أسوداً تغضب