للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا أيضا محمول على أنه أراد به عدم التفرقة بين الصحيح والحسن، ولم يعتبر الضعيف١ الذي فيه لقلته بالنسبة إلى النوعين.

ومن هنا أجاب بعض المتأخرين عن الإشكال الماضي وهو قول الترمذي "حسن صحيح"، أنه أراد حسن على طريقة من يفرق بين النوعين لقصور رتبة راويه عن درجة الصحة المصطلحة، صحيح على طريقة من لا يفرق. ويرد عليه ما أوردناه فيما سبق٢.

[أكثر أهل الحديث لا يفرقون بين الحسن والصحيح:]

واعلم أن أكثر أهل الحديث لا يفردون الحسن من الصحيح، فمن ذلك ما رويناه عن الحميدي شيخ البخاري قال: "الحديث/ (?٦٧/أ) الذي ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (وهو) ٣ أن يكون متصلا غير مقطوع معروف الرجال"٤.

وروينا عن محمد بن يحيى الذهلي قال: "ولا يجوز الاحتجاج إلا بالحديث المتصل غير المنقطع الذي ليس فيه رجل مجهول ولا رجل مجروح"٥. فهذا التعريف يشمل الصحيح والحسن معا.


١ في كل النسخ "المصنف" وفي هامش (ر/أ) "الضعيف" وهو الصواب.
٢ يقصد ما أورده على ابن كثير في ص٢٧١ من أنه يلزم على قوله أن لا يكون في كتاب الترمذي صحيح إلا نادر ... إلخ.
٣ الزيادة من (ي) .
٤ انظر الكفاية ص٢٤.
٥ الكفاية للخطيب ص٢٠ وقال الذهلي أيضا "لا يكتب الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يرويه الثقة عن الثقة حتى يتناهى الخبر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الصفة ولا يكون فيهم رجل مجروح ولا رجل مجهول". الكفاية ص٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>