"العقل والهوى" قوّتان تتصارعان في الإنسان، الأولى منهما وهي:"العقل" بما يمثل من وعي وفهم، والثانية وهي:" الهوى"، أي:" حبّ الشهوات"، بما يمثل من عجلة وتهوّر واغترار، ومن المهم جدا للإنسان أن يفرّق بين:" فكر العقل"، و"هوى النفس"، لئلا يظنّ هواه عقلا، فيضلّ ويهلك.
وما أكثر الذين يتبعون أهواءهم وهم يحسبون أنها عقولهم، وهؤلاء هم جميع المفتونين والزنادقة، الذين انجرفوا مع الهوى، فروّجوا الفتن والضلالات بين المسلمين، وهم يحسبون أنهم يعملون عملا حسنا، كما قال عز وجل:{قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا؟ * الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا* أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا} .
لذلك حذّرنا الله تعالى من اتباع الهوى، مبيّنا أنه ضلال، فقال عز وجل:{ومن أضلّ ممن اتبع هواه بغير هدى من الله؟} ، وقال سبحانه:{ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهنّ} .
فإذا سوّلت لك نفسك أمرا، فانتبه، وإذا ثار في نفسك رأي، فاحذر، واعلم: أن "الهوى" كثيرا ما يخالف الشرع، وأنّك لا تكون مؤمنا حقا، إلا إذا كان هواك تبعا لما جاء به الرسول الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، دون سواه من البشر.
واعلم: أن "العقل" السليم، لا يتعارض مع الشرع أبدا، فإن خطر على بالك، أن شيئا من الشرع لم يقبله عقلك، فاعلم أن ذاك الشرع فيك، ليس عقلك، بل هو هواك، فاحذر الضلال باتباعه، والزم جانب الشرع، فثمّة النجاة..