للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ثم قال تعالى (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (٥)) فهي إذن ممتزجة للأبرار لأن الله تعالى يمزج للناس في الأشربة يوم القيامة على قدر أعمالهم في الدنيا أما المقربون فيشربونها صرفاً خالصة.

? ليس ذلك فقط وإنما (يشرب بها) تأتي بمعنى: نزل بها في اللغة؛ بمعنى أقام بها ونزلنا بالعين الباء قد تكون ظرفية أي في المكان أقمنا بها وشربنا بها وأكلنا بها ورأيناها أيضاً. شري منها لا تعني رؤيتها فقد يُؤتى للهم بالشراب من العين لكن ليس شرطاً أن يروها أما يشرب بها فتعني أنه أقاموا بها ورأوها وشربوا بها. فجمع لهم تعالى لذة الشراب والنظر إلى العين.

? ثم لو لاحظنا تكملة الآية (يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا) هؤلاء المقربون كما يقال يُعطون قصبان من ذهب أينما ضربوا تتفجر الماء خالصة من العين بأمر سهل في أي مكان يريدونه وليس هناك مكان محدد لها.

وعليه فإن يشرب بها تفيد الريّ والشراب بها خالصة صرفاً وفيها لذة النظر بالإضافة إلى الإقامة في المكان وإمكانية تفجيرها أينما شاءوا من أماكنهم ولم يأت هذا الوصف للأبرار.

ونسأل الله تعالى أن نشرب بها وعلينا أن نسأل الله تعالى ما هو أعلى وفي الأثر أن الله تعالى يعطي الناس أشياء كثيرة وأمثالهم لا يرون أنه تعالى أعطاهم مثل أولئك مع أن أعمالهم متساوية فيقول تعالى لهم هؤلاء سألوني فهل سألتموني؟ والله تعالى يُحب أن يُسأل ولذا علمنا الرسول - صلى الله عليه وسلم -:" اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى".

٣٢٢- لماذا لا يُذكر سيدنا إسماعيل مع إبراهيم واسحق ويعقوب في القرآن؟

أولاً هذا السؤال ليس دقيقاً لأنه توجد في القرآن مواطن ذُكر فيها إبراهيم وإسماعيل ولم يُذكر إسحق وهناك ٦ مواطن ذُكر فيها إبراهيم وإسماعيل واسحق وهي:

<<  <   >  >>