للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الأحداث انتهت ومضت، وقوله (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (١٠٢) البقرة) وهما علّما الناس وانتهى الأمر.

٣٢٠- ما دلالة تقديم (وعنده) في قوله تعالى (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٥٩) الأنعام) ؟

هذا تقديم الخبر إذا كان المبتدأ معرفة و (مفاتح الغيب) معرفة لأنها عُرّفت بالإضافة إلى معرفة فلا يجوز الابتداء بالنكرة. والتقديم هنا لغرض بحكم القاعدة ومثل هذا التقديم تقديم الخبر على المبتدأ وتقديم المعمول على العامل أكثر وأهمّ غرض له هو التخصيص والحصر. ومعنى الآية أن مفاتح الغيب عند الله تعالى حصراً وليس هناك ذات أخرى عندها مفاتح الغيب فهذا تقديم للحصر والقصر.

في اللغة يمكن أن تقول "عنده كتاب" وهذا يعني أن عنده كتاب وقد يكون عند غيره كتاب إما إذا قلنا "عنده الكتاب" أي ليس عند أحد آخر الكتاب إلا عنده. ومثل ذلك قوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين)

<<  <   >  >>