٤/ التعليق: ذكر الشيخ الألباني -رحمه الله- في الموضع المشار إليه في الصحيحة شيئاً من حياته وهجرته مع والده من ألبانيا إلى دمشق والثناء على والده بسبب ذلك، وما يسر الله له وهيأه بسبب تلك الهجرة من تعلم اللغة العربية الفصحى والعامية، والتوحيد الحق، والحديث والسنة أصولاً وفقهاً، ومحاربته للقبوريين، وسجنه بسبب ذلك مرتين، وعدم تأييده للحكم في سوريا لأنه حكم باطل، وذكر بعض جهوده -رحمه الله- في نشر التوحيد والسنة.
الحديث التاسع:
١/ متنه: عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات)) "صحيح".
٢/ كان الشيخ قد ضعفه في ضعيف الجامع (ص/٩٠٥رقم٦٢٦٨) وأحال إلى الضعيفة (٤٧٩٣) .
٣/ تراجع الشيخ -رحمه الله- عن تضعيفه فصححه في الصحيحة (٧/٦٢٧-٦٢٨رقم٣٢٠٦) .
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: [وبعد كتابه هذا بنحو عشرين سنة؛ تبين لي أن رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة ملحقة -من حيث الصحة- برواية العبادلة عنه كما بينه الحافظ الذهبي في "السير"، ونقله عنه في غير ما موضع من تخريجاتي وتعليقاتي (١) ، ولما كان هذا الحديث من رواية قتيبة عن ابن لهيعة؛ فقد قررت نقله من الضعيفة إلى هنا، وبخاصة أنه يشهد له مرسل عروة بن الزبير] .
حاشية (١) [انظر مثلاً "الصحيحة" (١/٥٩٥) ، وَ (٦/٨٢٥) ، وَ"الضعيفة" (١/٤٢١) ]
٤/ التعليق: وله شاهدان مرسلان -لم يذكرهما الشيخ-؛ أحدهما من مرسل سالم بن أبي الجعد عند المروزي في البر والصلة (ص/٧٦رقم١٤٦) وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (١/٢٤٣رقم٩٧) ، وينظر شعب الإيمان للبيهقي (٦/٤١٠) ففيه أمر يحتاج إلى بحث.
والشاهد الآخر من مرسل سعيد بن أبي هند رواه البيهقي في الشعب (٦/٤١٠) .
الحديث العاشر:
١/ متنه: عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أي الخلق أعجب إليكم إيماناً؟)) قالوا: الملائكة. قال: ((وكيف لا يؤمنون وهم عند ربهم؟)) قالوا: فالنبيون. قال: ((وما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم؟)) قالوا: فنحن. قال: ((وما لكم لا تؤمنون وأنا بين أظهركم؟)) قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: ((ألا إن أعجب الخلق إلي إيماناً لقوم يكونون من بعدكم يجدون صحفاً فيها كتاب يؤمنون بما فيها)) "حسن".
٢/ كان الشيخ قد ضعفه في الضعيفة (٢/١٠٢-١٠٣رقم٦٤٧) .
٣/ ثم تراجع الشيخ عن تضعيفه فقواه وحسنه في الصحيحة (٧/٦٥٤-٦٥٧رقم٣٢١٥) .
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: [وقد كنت خرجت حديث الترجمة بنحوه في الضعيفة (٦٤٧) من طريقين الأولى خير من الأخرى، وذكرت أن الحافظ ابن كثير جزم بنسبته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنه لعله وقف على طريق أو طرق أخرى يتقوى بها، وحينئذ ينبغي النظر فيها.
وها أنذا قد وقفت على هذا الطريق، فبادرت إلى تخريجها وفاءً بما قلت هناك، فالظاهر أنه من جملة الطرق التي ألقى مجموعها في قلب الحافظ ابن كثير ثبوت الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فجزم بنسبته إليه؛ وهذا أُلقي في صدري أيضاً حين وقفت على هذا الطريق التي عرفت مما سبق أنها حسنة لغيرها على الأقل، فهي قوية بالطريق الأولى المشار إليها آنفاً ... ] .
٤/ التعليق: نبه الشيخ الألباني -رحمه الله- في الموضع المشار إليه في الصحيحة إلى خطأ الشيخ السلفي محمد نسيب الرفاعي في "تيسير العلي القدير"، وكذلك الشيخ الصوفي محمد علي الصابوني في مختصره لتفسير ابن كثير؛ حيث عزوا الحديث إلى صحيح البخاري وهو لا وجود له فيه، وبيان سبب هذا الوهَم.
انتهت الحلقة الثانية، والحمد لله رب العالمين.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
---
الأحاديث التي تراجع الشيخ الألباني عن تضعيفها في السلسلة الصحيحة رقم (٧) الحلقة الثالثة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الحادي عشر